القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
shape
شرح أصول السنة لإمام أهل السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى 164-241 هـ
58396 مشاهدة print word pdf
line-top
تقديم الطبعة الأولى لفضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

الحمد لله ذي العزة والجلال، المنزَّه عن الأشباه والأمثال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المتوحِّد بكمال الجمال، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي فضله الله بالنبوة والإرسال، صلى الله عليه وآله وصحبه خير صحب وآل، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
وبعد:
فهذه رسالة للإمام أحمد -رحمه الله تعالى- تتعلق بالعقيدة وبعض ما يلحق بها من الفروع، وكأنها نصيحة كتبها في بعض مجالسه، أو أرسلها إلى بعض من يريد نصيحته.
وقد شرحتها بشرح متوسط ارتجالي في محاضرة أو فصل دراسي، يوضح الشرحُ معانيها ويذكر ما يؤيدها من الأدلة والتوجيهات، وقد صححت بعض الكلمات أو العبارات غير الفصيحة، وأبقيت أكثرها وإن كان في الأسلوب ركاكة، حتى لا يكثر التغيير.
ولظهور المعنى المراد بهذه الرسالة ونحوها يعرف اهتمام الصحابة -رضي الله عنهم- وكذا السلف الصالح بعدهم، بأمر الدين، وأنهم بلَّغوا ما تحملوه لمن بعدهم، ونصحوا لأولادهم وتلاميذهم، وأوضحوا سُبُل النجاة، وحذَّروا من البدع والمخالفات التي ظهرت أو بدا بعض مقدماتها، ثم تَمكَّنَتْ بعد ذلك، ووقع فيها الكثير الذين التبس عليهم الحق بالباطل، وانخدعوا بالتمويهات والضلالات، التي يشبه بها أولئك المبتدعة ليوهموا السُّذَّج وضعفاء البصائر أن الصواب في جانبهم.
فلا جرم اهتم السلف رحمهم الله -تعالى- ببيان السُّنّة وإيضاح الحق لمن يراه، فنوصي بقراءة كتب السلف الصالح ونصائحهم، والسير على نهجهم، والله الموفق للصواب، وصلَّى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

line-bottom